"الغرافولوجي"... علم يبحث في أسرار الشخصية والعلل النفسية


خطك حلو?... حظك حلو!
يعد علم الغرافولوجي من أهم وأبرز العلوم الإنسانية التي تحظى بأهمية كبيرة في عالم تحليل الشخصية فقد أحدث هذا العلم ثورة في مجال تحليل السمات الشخصية والعلل النفسية , إلى جانب اعتباره مقياسا مثاليا للقدرات التي يتمتع بها كل فرد بحيث بات الكثير من دول العالم وخاصة في الدول المتقدمة تعتمد بشكل كبير هذا العلم لتحديد الوظائف المناسبة للأشخاص بناء على تقييم متخصصين لطريقة كتاباتهم وأشكال خطوطهم , ومن هذه الدول ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية .
وقد أكد المتخصصون على أن هذا العلم يساعد في التعرف على بعض المشكلات والأمراض النفسية التي تعاني منها الشخصية ومنها على سبيل الوسواس القهري , في الوقت الذي أشار آخرون إلى أن هذا العلم يعتبر من الأساليب المساعدة في تحليل الشخصية ولا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل من دون الرجوع لعوامل أخرى مثل التنشئة وطبيعة التعلم والتدريب وغيرها. للتعرف على المزيد عن هذا العلم وأصوله كان هذا التحقيق:

 بحري: صاحب الخط المنظم والمرتب أفكاره مرتبة ولديه نظام ونهج محدد يسير عليه
محمد عنتر: هذا العلم أحدث ثورة في مجال
تحليل السمات الشخصية والعلل النفسية
محمد نبيل: لا توجد وسيلة وحيدة يمكن الاعتماد عليها في تحليل الشخصية
بل هناك وسائل متعددة
محمد خطاب : "الغرافولوجي" أحد
الأساليب التي تساعدنا
على فهم شخصية الإنسان فكل شخص له خط يميزه مثل البصمة


في البداية يعرف الأخصائي النفسي محمد عنتر , علم الغرافولوجي " بأنه علم تحليل للأشخاص بناء على تقييم متخصصين لطريقة كتاباتهم وأشكال خطوطهم وتوقيعاتهم, وكلمة غرافولوجي تتكون من مقطعين , غراف و"تعني شكل أو كتابة أو رسم باليد مفهوم أو غير مفهوم , ولوجي ويعني علم الخط أو الشكل , ويعتبر هذا العلم من أهم وأبرز العلوم الإنسانية التي تحظى بأهمية كبيرة في عالم تحليل الشخصية والكشف عن صفاتها فقد أحدث هذا العلم ثورة في مجال تحليل السمات الشخصية والمشكلات النفسية.

نشأته
تم اكتشاف هذا العلم على يد الإيطالي كاميلو بالدي , منذ أكثر من 400 عام , ولم يكن كاميلو الوحيد الذي تناول ارتباط الخط بالشخصية , فقد توصل الشاعر الين ادجار إلى انه علم يختص بتوقع الصفات من خلال النظر للخط وأطلق على هذا العلم "الاوتو جرافي" , كما أدخل في هذا العلم قراءة المستقبل والطالع والخرافات , ولكن هذا العلم ونظرا لعدم اقبال الناس عليه اندثر.
ويشير عنتر , إلى أن هذا العلم ظهر في الجامعات الأميركية, وبدأت الدراسات تتوثق وتميزت فيه بعض الشعوب وأبدعت ومنهم  الفرنسيون الذين يعتبرون من أفضل المحللين لهذا العلم في العالم.
وانتشر هذا العلم بشكل كبير في الوسط الأكاديمي, واجتهدت الكثير من الجامعات في وضعه في كلياتهم فمنهم من وضعه تحت علم الاتصالات البشرية وآخرون أفادوا بأنه فراسة بالخط لأن محلل الخط يخرج بدلالات جديدة.
ويحظى هذا العلم باعتراف عالمي ويعتبر من أهم الاعتبارات العلمية الحديثة ويؤثر بدرجة كبيرة في التعليم وله أيضا تأثير على الشخصيات , ففي ألمانيا ينال اهتماما كبيرا ويوجد له قواعد تتم مراعاتها بكل دقة وشدة , ونجد الطلاب هناك لا يتعلمون الكتابة إلا على أوراق غير مسطرة ليكون أمامهم قدر أكبر من الحرية في التعبير أكثر من الورق المسطر , إضافة إلى ذلك لا يتم تعليمهم الكتابة إلا عندما تكتمل عملية نمو أعصابهم وعضلاتهم وتبدأ في الاتزان , وحينها يبدأ الطلبة تدريجيا بإمساك القلم وتعلم الأشكال بالطريقة التي تجعلهم متوازنين.

الخط والتوظيف
يقول الدكتور هاشم بحري أستاذ الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة الأزهر: إن شخصية الإنسان عبارة عن سلوكيات تظهر من خلال أشكال وطرق مختلفة من ضمنها طريقة الكلام والكتابة , فالخط جزء من الشخصية , حيث نجد أن كل خط مرتبط بعدد من الصفات السلوكية , حيث إن تحليل خط اليد يكشف الكثير من الملامح والصفات المتعلقة بشخصية الإنسان ومنها العصبية , الكتمان , الطموح , الغرور , الكذب , البخل , والقدرة على إنجاز كثير من الأعمال إلى جانب العديد من الصفات الأخرى .
 هذا العلم تمت الاستفادة منه في مجال التوظيف في الدول المتقدمة ومنها بريطانيا وفرنسا وألمانيا , وهناك الكثير من الشركات في الولايات المتحدة  تستخدم الغرافولوجي كأحد الضروريات الأساسية في التوظيف وتشترط على كل من يتقدم لوظيفة أن يقوم بكتابة سيرته الذاتية بخط يده حتى تتمكن من تحديد الشخص المناسب للوظيفة المناسبة بصرف النظر عن شهادته العلمية , وهناك أيضا الكثير من المجالات الأخرى التي يستخدم فيها مثل اختيار شريك الحياة المناسب والصداقات والعلاقات الإنسانية واكتشاف الجرائم والتحقيقات .
كما نجد أنه يمكن من خلال هذا العلم التوصل بأكثر من طريقة لملامح الشخصية, حيث يمكن دراسة تباعد الأسطر وتقاربها وشكل الخط من حيث الانحناء أو التقويس , أو ميل الكلمات وتباعد الأحرف , ولذلك يمكن من خلال هذا العلم قراءة الدماغ على الورق.
وعن مدى علاقة حسن الخط أو قبحه بالكشف عن بعض معاني الشخصية يقول د.بحري: جمال الخطوط أو قبحها يعتبر أمراً نسبياً , ووفقا لهذا العلم فإن الخط الجميل هو الخط المقروء , وتحليل الشخصية فيه يتم من خلال شكل الخط بصرف النظر عن كونه جميل أو قبيحاً, كما نجد أن الشخص الذي يكون خطه منظما ومرتبا تكون أفكاره مرتبة ولديه نظام ونهج محدد يسير عليه , أما الشخصية التي يكون خطها غير مقروء فإن ذلك يشير إلى حبها للسفر والتغيير وقد تكون هذه الشخصية من النوعية التي تبدع أكثر من غيرها من الشخصيات الأخرى التي قد تتميز بالخط الجميل .

الخط مثل البصمة
ويقول الدكتور محمد أحمد خطاب مدرس مساعد بقسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس: علم تحليل الشخصية من خلال الخط أو الكتابة يعد من ضمن الأساليب التي يمكن أن نعتمد عليها بشكل أو بآخر لتحليل شخصية الإنسان, فكل فرد له خط متفرد يتميز به دون الآخر حتى أن بعض المزيفين أو المقلدين للخطوط لا يستطيعون أن يصلوا إلى درجة الإجادة التامة لتقليد الخطوط, وهذا  يعني أن كل إنسان له بصمة في الخط تميزه عن الآخر , وإذا أردنا أن نحلل شخصية الإنسان من خلال الخطوط نجد أن الإنسان الذي يضغط على القلم وهو يكتب على الورقة فإن شخصيته تكون قلقة ومتوترة وسريعة الانفعال , أما الخط الباهت أو الخفيف فهو يميز الشخصيات المترددة أو الحائرة أو الضعيفة الشخصية , والجمل المكتوبة بخط سريع تميز الشخصيات الهستيرية , أما الخطوط التي تتسم بالتنسيق والتدقيق فهي تميز الشخصية التي تميل إلى الدقة والتكامل , وأيضا الإنسان الذي يقوم بالتأكيد والإعادة على الخطوط أكثر من مرة يعاني من قلق شديد جدا أو من وسواس قهري, وإذا وجدنا أن هناك كثافة وتزاحماً من الكلمات في الورقة وشكل الخطوط فيها غير متناسقة على السطور فان ذلك يشير إلى كمية العدوان المكبوت لدى الشخصية بشكل أو بآخر .
 وهناك أساليب أخرى يمكن من خلالها الكشف عن شخصية الإنسان مثل الرسم , وأساليب التنشة والتعليم أو التدريب المبكر وكلها ذات جانب أساسي في التأثير , فالشخصية التي تلقت قدراً كافياً واهتماماً من التعليم والتدريس في شتى مناحي الحياة نجد أن خطها يكون مريحا للعين وتترك فراغات مناسبة بين الكلمة والأخرى وذلك بعكس الشخصية الأخرى التي لم تحظ باهتمام في تعليمها نجد أن خطها غير جيد وجملها المكتوبة غير متناسقة وغالبا ما تكون بعيدة عن السطور. 
ولا يمكن الاعتماد على هذا العلم بشكل كامل في تحليل الشخصية لأنهم عندما عملوا تحليل لخطوط بعض العظماء والعباقرة مثل اينشتين وبعض الحاصلين على جوائز الأوسكار وجدوا أن بعض الخطوط إذا تم الاعتماد عليها بشكل أو بآخر يمكن استبعاد البعض منهم رغم كفاءتهم وتميزهم بقمة الذكاء وبالتالي, فهذا العلم يعتبر عاملاً مساعداً وليس رئيسياً على الإطلاق في تحليل شخصية الإنسان.

وسائل أخرى
ويتفق معه في الرأي الدكتور محمد نبيل أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة , ويقول: لا يمكن الاعتماد على علم الغرافولوجي فقط في تحليل الشخصية والتعرف على ملامحها وصفاتها , حيث لا يوجد وسيلة وحيدة يمكن الاعتماد عليها في تحليل معالم الشخصية بل هناك عدد من الوسائل منها الخط ودراسة السن , وتطبيق بعض الأدوات أو الاختبارات الأخرى مثل اتجاهات الشخصية أو التاريخ السابق لها, فلا يمكن من خلال الخط فقط أن نقول إن هذا الشخص من خلال خطه عدواني أو كريم أو بخيل , إنما نستخدم وسائل متعددة تكمل بعضها بعضاً حتى يمكن الحكم على سمة الشخصية , لذلك لا يمكن الجزم من خلال هذا العلم فقط تحديد ملامح شخصية الإنسان وتحليلها. 
ويعتبر هذا العلم من ضمن العلوم التي لا يمكن الاعتماد عليها الآن لأنه عبارة عن مجموعة من الأفكار الميتافيزيقية غير القابلة للواقع أو التطبيق مثله مثل الأحلام , ولكن الشيء الذي يمكن تجربته وقبول النتيجة به هو ما يعتمد عليه العلم سواء في علم النفس أو الطب أو الكيمياء ,  لذلك نحن نؤمن بالجن أو المس الشيطاني مثلا لكن لا نستطيع التعرف على الشخص الذي يرفع هذا العمل , وعليه فقد دخل فيها نوع من الدجل والشعوذة , فهذا العلم مثله مثل علوم التنجيم وقراءة الكف وغيرها من العلوم التي لا يعتد بها لأنها تقوم كلها على الأفكار والخبرات الشخصية وليست على أسس علمية .
 

القاهرة - محمود عطوان -
 الرابط http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/207160/reftab/76/Default.aspx

0 التعليقات:

إرسال تعليق