يذكر عمي أنّه عندما اصطحب ابنه إلى الصف الأول في المدرسة كانت وصيته للمعلم "كسّر واحنا بنجبر، إلك اللحم والنا العظم"! بطريقته البسيطة أراد أن يقول للمعلم أنّ لك مطلق الحرية في تربيته وتعليمه، حيث كان معلمو ذاك الزمان، رغم سلطانهم وهيبتهم وعنفوانهم أهلا للثقة والاحترام، وما كان أهالينا يسمعون عن معلم فقأ عين طالب أو ضربه حتى الموت ولا غيرها من عجائب الجرائم التعليمية التي أفرزها زماننا، ولم يكن يجرؤ التلميذ على رفع عينيه في أستاذه ناهيك عن صوته أو يده، وإذا حصل وقابل معلمه صدفة خارج إطار المدرسة كان الطالب يهرب إلى شارع آخر، وبقي الاحترام حتى بعد أن تخرّج الطلاب وأكملوا دراستهم الجامعية وأصبحوا أطباء ومهندسين أو حتى زاملوا معلميهم، وبقي لقب الأستاذ على ألسنتهم وإجلاله في قلوبهم لم يتغيّر بتغيّر الزمان والأحوال.
إلاّ أنّ منطق التكسير والتجبير لم يكن سليما مئة في المئة، ولكنه كان مناسبا لعصره وأنتج علاقة سليمة بين الأستاذ والطالب، وكانت المخرجات التعليمية طلابا بنوا نهضة بلدانهم العربية.
أما المعلم القدوة واحترام المعلم، فتكاد تصبح ظواهر منقرضة في المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، ففي أغلب المدارس الحكومية تنعكس حالة الإحباط على سلوكات الجميع، وفي المدارس الخاصة يعامل الطلاب المعلمين كأُجراء يقوم أهاليهم بدفع رواتبهم.
إلاّ أنّ التأثير يكون أفضل في المراحل العمرية الصغيرة والأطفال ما زالوا يكوّنون أخلاقهم وأفكارهم وشخصياتهم، وقد يلعب حسن المعاملة دورا كبيرا في حب المعلم واتخاذه قدوة، وهذه فرصة لا تتكرر يجب أن يحسن المعلم استغلالها لغرس المحاسن في نفوس طلابه، وهي مرحلة قصيرة تفضي بعدها إلى المراهقة التي من ديدنها التمرد بالذات على الكبار والمعلمين في محاولة لتشكيل شخصية مستقلة، والنصيحة التي كانت بجمل تصبح عند المراهقين بوزن بعوضة يدوسونها تحت أقدامهم مهما كانت قيمتها!
قد يضحكنا تعلّق الأطفال بمدرسيهم وتعود بنا الذاكرة إلى طفولتنا يوم كنّا نحب معلماتنا ونتسابق إلى إرضائهن، ونكتب البطاقات ونجتهد في الدرس والنشاطات ونتجمّل بأفضل أخلاقنا، ولكم أحسنت بعض المعلمات في توظيف المحبة وتوجيهها لما هو أكبر من شخص الإنسان إلى محبة المبادىء والأفكار والأعمال وملء فراغ النفس بكل مفيد، وعلاقة الود هذه مع معلماتنا جنّبتنا الكثير من مخاطر سنيّ المراهقة وصرفتنا عن أهواء الشباب اللاهي، ورحم الله زمانا في مدرستنا كانت من تسمع الأغاني كمن تقترف خطيئة من الكبائر.
المحبة أمانة لا يرعاها إلاّ معلم اتخذ التعليم عبادة ومهنة للرسل، لا وظيفة براتب لا يقيم أودا ولا يربّي جيلا، وأما غير ذلك فينتج ما نرى وترون ونكره وتكرهون.
أعان الله كل معلم سدد وقارب وأحسن إلى نفسه وغيره.
وصدق الإمام مالك "لولا المعلمون أيّ شيء كنّا نكون؟!"
أما المعلم القدوة واحترام المعلم، فتكاد تصبح ظواهر منقرضة في المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، ففي أغلب المدارس الحكومية تنعكس حالة الإحباط على سلوكات الجميع، وفي المدارس الخاصة يعامل الطلاب المعلمين كأُجراء يقوم أهاليهم بدفع رواتبهم.
إلاّ أنّ التأثير يكون أفضل في المراحل العمرية الصغيرة والأطفال ما زالوا يكوّنون أخلاقهم وأفكارهم وشخصياتهم، وقد يلعب حسن المعاملة دورا كبيرا في حب المعلم واتخاذه قدوة، وهذه فرصة لا تتكرر يجب أن يحسن المعلم استغلالها لغرس المحاسن في نفوس طلابه، وهي مرحلة قصيرة تفضي بعدها إلى المراهقة التي من ديدنها التمرد بالذات على الكبار والمعلمين في محاولة لتشكيل شخصية مستقلة، والنصيحة التي كانت بجمل تصبح عند المراهقين بوزن بعوضة يدوسونها تحت أقدامهم مهما كانت قيمتها!
قد يضحكنا تعلّق الأطفال بمدرسيهم وتعود بنا الذاكرة إلى طفولتنا يوم كنّا نحب معلماتنا ونتسابق إلى إرضائهن، ونكتب البطاقات ونجتهد في الدرس والنشاطات ونتجمّل بأفضل أخلاقنا، ولكم أحسنت بعض المعلمات في توظيف المحبة وتوجيهها لما هو أكبر من شخص الإنسان إلى محبة المبادىء والأفكار والأعمال وملء فراغ النفس بكل مفيد، وعلاقة الود هذه مع معلماتنا جنّبتنا الكثير من مخاطر سنيّ المراهقة وصرفتنا عن أهواء الشباب اللاهي، ورحم الله زمانا في مدرستنا كانت من تسمع الأغاني كمن تقترف خطيئة من الكبائر.
المحبة أمانة لا يرعاها إلاّ معلم اتخذ التعليم عبادة ومهنة للرسل، لا وظيفة براتب لا يقيم أودا ولا يربّي جيلا، وأما غير ذلك فينتج ما نرى وترون ونكره وتكرهون.
أعان الله كل معلم سدد وقارب وأحسن إلى نفسه وغيره.
وصدق الإمام مالك "لولا المعلمون أيّ شيء كنّا نكون؟!"
د.ديمة طارق طهبوب
0 التعليقات:
إرسال تعليق