هرمنا وشابت رؤوسنا في التعليم ونحن نعاني من التصميم الهندسي العقيم لمدارسنا والذي يصعب العملية التربوية ولا يسهلها.
وجولة في نماذجنا المدرسية لأي تربوي أو متخصص في السلامة ستكشف له عوار التخطيط الهندسي
شديد السوء الذي تعاني منه مباني مدارسنا.فإذا أضفت له رداءة التنفيذ وتلاعب المقاولين تحت سمع وبصر الجهات الإشرافية زدت المسألة شرّاً وسوءاً.
إن الحريق الذي جرى في مدرسة البنات بجدة وراح نتيجته معلمتين وعدد من المصابات فتنة وقى الله شرّها إذ من يعمل في المدارس يعلم أن إخلاء المدارس التي تحوي أعداداً كبيرة من الطلاب الذين قد تسيطر عليهم نوبات الهلع مع عدم التدريب السابق على الإخلاء ليعلم أن هؤلاء محظوظون إذ كانت هذه فقط حصيلة الإصابات.
كثيرا ما أزور المدارس ودائما ألاحظ ضيق السلالم وأعرف صعوبة تحريك الطلاب بشكل سلس خلال الدوام الروتيني فكيف الحال عند الكوارث.فلا توجد هنالك احتياطات ولا مخارج للطوارئ ولا تدريب لطاقم المدرسة وطلابها للتعامل مع الحالات الحرجة.
ومع كل ذلك وزراة التربية لازالت تزيد أدوارا علوية في المباني الحديثة لتصبح أربعة أدوار دونما حاجة ملحة ودون وجود أي احترازات للسلامة والطوارئ.
إن مدارسنا مع سوء التخطيط الهندسي وسوء النظام المدرسي اليومي الذي يعتمد على حشر الطلاب في الفصول لكف أذاهم عن الشوارع لا يتجاوز أن يجعل من مدارسنا سجونا مؤقتة.ولا ينبئك مثل خبير.
ماذا تنتظر وزارة التربية حتى تعيد النظر في مخططاتها الهندسية للمباني التابعة لها وتلك التي تشرف عليها؟
كتبه/أبو بكر بن محمد
1432/12/24ه
0 التعليقات:
إرسال تعليق