ماذا يفعل المعلم؟



كتبته: سلفيا هموند – ويسترن كيب تاون – جنوب أفريقيا

ترجمة: عمر خليفة – مكتب التربية العربي لدول الخليج



في حفل التخريج بإحدى المدارس تحدث مدير المدرسة مخاطباً الحضور قائلاً:

الطبيب يريد لابنه أن يكون طبيباً عندما يكبر ..

والمهندس يريد أن يصبح ابنه مهندساً مثله ..

ورجل الأعمال يريد أن يصبح ابنه مديراً تنفيذياً لشركاته في المستقبل..

أما المعلم فيريد أيضاً أن يصبح ابنه أحد هؤلاء ..

لا أحد يريد أن يصبح معلماً باختياره.. إنه أمر مؤسف جداً ، لكنه واقع ..

..

كان ضيوف الغداء الذين يجلسون حول المائدة يناقشون أموراً شتى ..

أراد أحد الجالسين .. وكان مديراً تنفيذياً .. أن يشرح مشكلة التعليم فتحدث قائلاً :

قولوا لي .. ماذا سيتعلم طفلٌ من شخصٍ قرر منذ البداية أن أفضلَ خيارٍ له هو أن يصبح مدرساً؟؟

ولتأكيد رأيه هذا التفت إلى احدى الجالسات إلى جواره وقال لها: السيدة بوني ، أنت معلمة.. كوني صريحة وقولي لي ماذا تفعلين ؟

اعتدلت المعلمة بوني - التي كانت معروفة بنزاهتها وصراحتها - في جلستها وقالت: أنت تريد أن تعرف ماذا أفعل؟

وصمتت لحظة ثم قالت:

حسناً ، إنني أجعل الأطفال يعملون بجد أكثر مما كانوا يعتقدون ..

إنني أجعل الحائز منهم على الدرجة المتوسطة يشعر وكأنه قد حاز على وسام الشرف الرفيع ..

إنني أجعل الأطفال يجلسون هادئين لأربعين دقيقة في الدرس بينما لا يستطيع آباؤهم أن يجلسوهم كذلك لخمس دقائق دون جهاز آيبود أو لعبة على الكمبيوتر أو فيلماً على التلفاز ..

تريد أن تعرف ماذا أفعل أنا؟ .. صمتت مرة أخرى ثم نظرت إلى جميع الجالسين حول المائدة وأردفت بثقة:

إنني اجعل الأطفال يندهشون ..

اجعلهم يتساءلون ..

اجعلهم يعتذرون عندما يتوجب عليهم الاعتذار ..

اجعلهم يبدون محترمين ومسئولين عن أفعالهم ..

إنني أعلمهم الكتابة ثم أجعلهم بعد ذلك يكتبون .. أعلمهم أن النقر على لوحة المفاتيح ليس كل شيء.. إنني اجعلهم يقرءون ويقرءون ويقرءون ..

إنني اجعلهم يعرضون عليّ أعمالهم في الرياضيات .. أعلمهم كيف يستخدمون عقولهم التي منحها لهم الله سبحانه وتعالى ، وليس الآلات الحاسبة التي صنعها بشر ..

إنني اجعل تلاميذي من الدول الأخرى يتعلمون كل شيء يريدونه في اللغة الإنجليزية بينما يحتفظون بهويتهم الثقافية المتميزة ..

إنني - يا سيدي - أجعل من حجرة الصف مكاناً يشعر فيه جميع التلاميذ بالأمان ..

وأخيراً ، إنني اجعلهم يدركون تماماً أنهم إذا استخدموا عقولهم التي وهبها إياهم الله سبحانه وتعالى وعملوا بجد واتبعوا قلوبهم فإنهم سينجحون في حياتهم ..

صمتت المعلمة بوني مرة أخرى ثم استأنفت حديثها قائلة:

وعندما يريد بعض الناس أن يحاكمونني بناءً على ما أقوم به - وأنا أعرف أن المال ليس كل شيء - فإنني أستطيع أن أرفع رأسي عالياً ولا ألقي لهم بالاً لأنهم جهلاء. أنت تريد أن تعرف ماذا أفعل ؟؟

إنني أحدث فارقاً في حياتكم جميعاً.. تعليم الأطفال وإعدادهم ليكونوا مدراء تنفيذيين وأطباء ومهندسين ..

وأنت ، أيها المدير التنفيذي ، ماذا تفعل؟..
نظر جميع الجالسين إلى المدير التنفيذي الذي التزم الصمت بينما سقط فكه إلى الأسفل .. 

الرابط /  http://www.abegs.org/Aportal/Blogs/showDetails?id=13644

0 التعليقات:

إرسال تعليق