المعلم كيف يقتل مبدعا ً


د. خليفة علي السويدي  

بعد هذه المقدمة استعرضت حقائق العلم حول الإبداع الذي ليس له وطن أو جنس. فالإنسان يُولد مبدعاً، لكنه قد يُحتضن ذلك الإبداع ويُنمى كي يقطف الوطن ثماره اليانعة، وفي المقابل قد يقتل ذلك الإبداع في مهده عبر أنظمة تعليمية تقليدية منها نقل المعرفة لا انتاجها.
الفرصة اليوم متاحة لدينا كي نبني نظاماً تعليمياً يتناسب مع طموحات قيادتنا الرشيدة، ويحقق أحلامنا، التي لا تعرف سوى الرقم الأول سقفا لها.
المعلم كان ولايزال هو الرقم الصعب في العملية التعليمية، وهو من يبني أنفساً وعقولاً أو هو من يهدمها، فبعض الأخطاء التربوية تكون قاتلة للتلاميذ. 
ولعل منها قدسية ما يصدر من هذا المعلم، فكلامه غير قابل للنقاش والحوار، ونحن في زمن اختبار العقول وطرح الأسئلة المحيرة كي تتفجر المعرفة من حولنا. ومن ضمن استراتيجيات قتل الإبداع التي يحسن البعض ممارستها رفعهم شعار فكر كما أفكر أنا تنجح، وإن اجتهدت في فكرة جديدة فأنت فاشل في واقعك، لذلك يرفع بعض المعلمين من شأن التلميذ الذي لا يفكر بل يقلد كل ما يصدر من المعلم، بينما ينظر للمفكر المبدع على أنه "قليل الأدب"، فكيف يرفع رأسه بفكرة لم تخطر على بال المعلم، أو لم تسطر في كتاب المدرسة.
ومن هنا فإن أسلوب التقويم التقليدي، هو ما يقيس نسبة ما نقل من الكراس إلى الرأس دون إضافة أو تعديل. فالامتحانات التقليدية خرجت لنا عقولاً مقلدة حافظة، فأضيف كتاب إلى مكتبة العالم العربي، التي بات الغبار راسماً لوحة على صدور طلابها، فمن ينجح في الاختبار، نجح وفق معايير التقليد، وقد يكون عند بعض الراسبين في الاختبارات التقليدية فكر لم تصله بعد عقولنا. ويكفينا مثلاً أن من أغنى الناس في تاريخنا المعاصر رجلين لم يكملا التعليم العالي في دولتيهما، فصاحب الميكروسوفت ومؤسس الفيسبوك خرجا من التعليم قبل أن تموت الأفكار لديهما. 
إننا بحاجة إلى فكر جديد يرفع شعار من علمني حرفاً كنت له نداً ، مع كل التقدير و الاحترام.
الموضوع كاملا/ http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=59010

0 التعليقات:

إرسال تعليق