غيّر دور المعلم التقليدي، التدريس الفعال

 

غيّر دور المعلم التقليدي، التدريس الفعال.. بين طبيعة المناهج والمدرسة التقليدية ووسائط تعليمها، فلسفة أساليبه سحبت كثيرا من امتيازات المعلم كمصدر وحيد للمعرفة

يمثل المعلم عصب العملية التعليمية والتربوية واداة نجاحها، ومهما حدث من تطور علمي وفكري وما استجد من تكنولوجيا ومخترعات معاصرة فسيظل المعلم عنصرا فاعلا لا غنى عنه في هذه العملية، فرسالته سامية عرفت المجتمعات والشعوب أهميتها على مر العصور. ومع مكانته تلك يبقى لزاما عليه في ضوء مواكبة الاساليب الفعالة لادارة الصف الدراسي تغيير دوره الكلاسيكي التقليدي القائم على دور الشارح والملقن وتكرار معلومات حفظها لا شك على مر الأيام والشهور والأعوام الى دور معاصر تقتضيه اساليب التدريس الفعال من تخطيط وابتكار مواقف فاعلة واطلاع على جديد مصادر معرفة اليوم التي تتماشى ومتطلبات مادته. ترى.. هل معلمونا داخل جدران مدارسنا وفي ظل ثورة المعلومات المتفجرة يطبقون اساليب فعالة لادارة الصف الدراسي في ضوء مناهج متخمة بالحقائق والمعلومات والتفاصيل وتدعو للحفظ اكثر مما تدعو الى التفكير فأدت الى ضعف الخيال وخمول الذهن وغير ذلك من وسائل تعليمية اخرى. ... 
ثمة سؤال يطرح نفسه ويتحمس له الكثيرون، ألم تكن اساليب التدريس القديمة اكثر فاعلية مما سميناه باساليب التدريس الفعال؟ الم تكن فعالة في حد ذاتها وقد تخرج على يديها نخبة من مفكري العالم العربي وقادته، والجواب: ان في هذا الطرح مغالطة كبيرة لأن المسئول الأكبر عن تميز تلك النخبة من ابناء الامة الواقع الذاتي الى التعلم والرغبة الجارفة في نفوسهم لتلقف العلوم ونهب المعرفة من أي مصدر جاءت. ولعل كثيرا من كتابات اولئك الافذاذ كانت توجه النقد اللاذع لاساليب التدريس التلقينية وتنعي عليها تحنيطها للفكر وصبه في قوالب جامدة. كما ان كثيرا من اولئك الاعلام كانت لهم اليد الطولى، في الثورة على أساليب التدريس القديمة والتمهيد لظهور المدرسة الجديدة بمناهجها الحديثة او التي كانت حديثة حتى وقت قريب...
لكن سنة التطور تقتضي الآن اعادة النظر في المدرسة الحالية التي استنفذت اغراضها و اصبحت مدعوة لتطوير اساليبها وطرق تدريسها مواكبة لزمن تتسارع خطواته حتى تقطع الانفاس دون اللحاق به مؤكدا ان ما نشكوه اليوم في مدارسنا من نقص للدافعية لدى طلابنا مرده ـ في نظري ـ عقم اساليب التدريس واعتمادها الى حد كبير على دور المعلم الذي لم يعد يجد آذانا صاغية عند طلابه، فقد استهوتهم التقنيات وملأت عليهم السمع والبصر والفؤاد، فاذا ما اراد المعلم استمالتهم اليه او استعادة سحره السابق، ما عليه الا ان يطور اساليبه ويغير من مزايا التقنيات ويتبنى افكار الديمقراطية والتشاركية والعمل التعاوني اي المكونات الاساسية للتدريس الفعال.
  وينبغي الإشارة إلى أن أهمية الادارة الصفية تأتي من كون عملية التعليم الصفي عملية تشكيل ايجابية بين المعلم وطلابه ويتم ذلك عن طريق التفاعل الصفي ومن خلال انشطة منظمة ومحددة تتطلب ظروفا وشروطا مناسبة تعمل الادارة الصفية على تهيئتها، وعلى قدر نجاح الادارة الصفية يأتي المردود التعليمي ونجاح وتطور العملية التعليمية. 
تحقيق: يحيى عطية.

رابط الموضوع/ http://www.albayan.ae/across-the-uae/2001-12-15-1.1239561

0 التعليقات:

إرسال تعليق