تقنيات مفيدة للمعلم



تقنيات مفيدة  للمعلم

أخي المعلم:

أصبحت الآن جاهزاً للتدريس: لديك الطلاب، و يفترض أنك عرفت الفرق بين الصغار والكبار من حيث طرق التدريس، ويبقى لك خطوة أخيرة قبل أن تبدأ في التدريس وهي خطوة التعرف على تقنيات التعليم الهامة.

التقنية الأولى: تحديد الهدف

ماذا تريد من طلابك عندما تنتهي من تدريسهم؟ بالتأكيد إجابتك ستكون أنك تريد منهم أن يتقنوا القراءة والكتابة، وأن يعرفوا عدداً كبيراً من الكلمات ليستخدموها، وتريدهم كذلك أن يعرفوا القواعد اللغوية الصحيحة، وأن يتعلموا بعض أساسيات لغة أخرى بالإضافة إلى لغتهم الأصلية، وحتماً تريد منهم أن يتقنوا العمليات الحسابية السهلة، التي تساعدهم في قضاء حوائجهم، ثم الوصول بعد ذلك للعمليات المعقدة أكثر.

كل هذا جيد جداً وهي تسمى -فيما يخص العملية التعليمة- الأهداف بعيدة المدى، ولكن لكي تصل إلى كل هذا وأكثر عليك أن تحدد أهدافاً تنفيذية مخصصة لكل درس. مثلاً أنت تُعد الآن لمحاضرة ما، قم بتحديد ثلاثة أهداف على الأقل تريد تنفيذها خلال فترة إلقائك هذا الدرس، وكن حريصاً على تنفيذها، منها مثلاً:

1.     الطلاب سيتقنون اليوم قراءة 10 كلمات من المستوى الصعب.

2.     سيتمكنون اليوم من تمييز الفعل الماضي بين باقي الأفعال.

3.     سيتمكنون من إتقان كتابة بعض الكلمات من المستوى الصعب.

هذه الأهداف مجرد مثال لتوضيح الفكرة. ما عليك هو أن تعرف أنك لن تستطيع أن تحقق هدفك الأصلي المتمثل في القضاء على الأمية من دون تحديد هدف تنفيذي تحققه خلال كل محاضرة.

التقنية الثانية: اختيار المواضيع التعليمية الأهم :

لن نختار لك الدروس التي ستدرسها، ولكن سنضع لك عدة قواعد تتمكن من خلالها من اختيار الدروس المناسبة التي تساعدك كثيراً على النجاح ومن أبرز هذه القواعد:

  • احرص على البحث عن خبرات واهتمامات الطلاب، وتقوية اعتمادهم على أنفسهم، ومشاركتهم الإيجابية في الدروس المتعلقة بهم.
  • إذا كان أساس الدرس قصة، فاحرص على جعلها قصة ذات مغزى يدركه الطلاب.
  • يجب أن يكون منهجك متناسباً مع القيم العقائدية والاجتماعية الخاصة بالدارس والمجتمع .
  • أثناء الدروس التي تقوم بتدريسها للطلاب احرص على تناول أمور جادة، ومشكلات تحتاج إلى تفكير ومناقشة وطرح بدائل وحلول .
  • اجعل دروسك متعلقة بأمور يعيشها الطلاب، فمثلاً لو كنت تدرس في بيئة زراعية احرص على جعل دروسك تدور حول بيئتهم، ومشاكلها.

التقنية الثالثة: التدريس الناجح

في البداية، عليك أن تحرص على إبداع طرق خاصة بك، وأن تستخرج طرقاً جديدةً مختلفة عن الطرق المألوفة لتحقق نجاحاً أكبر. وفي نفس الوقت عليك استخدام الطرق التي تحدث عنها الخبراء، ولكن تذكر أن دورك هو الإرشاد والتوجيه، ومن أهم هذه الطرق هي الطريقة التفاعلية، وهي اشتراك المعلم والمتعلم في فهم وتحليل وتفسير وتوضيح موضوع الدرس.

تعد هذه الطريقة من أهم طرق التدريس سواء للكبار أو الصغار، ولكي تحققها، يمكنك إتباع أحد الخطوات التالية:

  • الإثارةاحضر صورة لمثير ما، وقم بإثارة نقاش حوله، مع الحرص على استخلاص مجموعه من المفردات الجديدة خلال هذا النقاش، كي يستخدمها الطالب وتضاف إلى حصيلته الجديدة.
  • المناقشة في مجموعات صغيرةقسّم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، واطلب منهم مناقشة موضوع ما، مسترشدين بأسئلتك، ثم اطلب من قائد كل مجموعة أن يقدم لك تقريراً حول أهم ما توصل إليه الطلاب في هذا النقاش والنتيجة التي توصلوا إليها، ثم قم بمناقشة نتائج كل مجموعة مع الآخرين.
  • تقديم المادة اللغويةقم بقراءة الكلمات والجمل التي تم استخلاصها، ثم درّب الطلاب على قراءتها ثم كتابتها حسب الطريقة العلمية المتبعة في ذلك.

التقنية الرابعة: إبقاء المتعلّمين مشدودين طوال الدرس

بالتأكيد تريد لطلابك الاستمرار في حضور الدرس معك، تريد منهم أن يتفاعلوا معك بشكل أفضل، لذا جمعنا لك بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:

  • إياك واستخدام أسلوب التلقين.
  • احذر من استخدام نفس طرق وأساليب تعليم الصغار مع الكبار أو العكس.
  • تذكر أن مفردات المتعلمين الجدد محدودة إلى حد كبير، حاول عند تدريس مفهوم جديد ألا تستعمل المفردات التي لا يعرفونها لأن ذلك يجعلهم  محبطين.
  • قدم للطلاب في كل درس عدداً قليلاً من المفردات الجديدة، كي يتمكنوا من إتقانها، وكرر تلك الكلمات قدر المستطاع.
  • استخدم جملاً قصيرة، ولكن احرص على تنويعها وتغيير طولها كي لا يصاب الطالب  بالملل.
  • قم بإعطاء المتعلم فرصة المشاركة في تطوير العملية التعليمية ولا تقم بتهميشه وإشعاره بأنه غير قادر على المساهمة فيها.
  • لا تقم بحشد الطلاب وجمع أكبر عدد ممكن. فالمجموعة الصغيرة تؤدي لزيادة الترابط بين الدارسين أنفسهم، وبالطبع تؤدي لتلبية احتياجات كل دارس حتى لو اختلفت عن البقية.

احذر أن تقوم بتضمين أفكار مناهج تعليم الصغار، في برامج تعليم الكبار.. فإن ذلك قد يصيبهم بالإحباط ، والشعور بالدونية.

التقنية الخامسة: تقنية التقييم

تكاد تكون عملية التقييم عملية ملازمة  لأي مشروع نهضوي مهما كان صغيراً. وإن عملية التعليم هي من أكثر المشاريع التي تحتاج إلى تقييم مستمر من أجل الحصول على أفضل النتائج. ونورد هنا أهم المراحل التي يجب أن يتم التقييم فيها:

  • ابدأ المرحلة الأولى بمعرفة دقيقة لمستوى كل فرد في المجموعة وهذا ما يسمى بالتقييم الأولي.
  • قيّم تقدّم الطلاب في نهاية كل مرحلة صغيرة مثل نهاية درس أو كبيرة مثل نهاية فصل دراسي أو عام أو كتاب. وإياك أن تهمل أهدافك التنفيذية لكل درس، ابحث دائماً بين طلابك، هل تم تحقيق هذه الأهداف أم لا.
  • عليك معرفة الفروق الفردية بين طلابك وإمكانياتهم، فهذا الأمر سيساعدك على تنويع أساليب التدريس بما يناسب كل فرد منهم.
  • لا تقارن بين الأفراد في النتائج، ولكن قارن بين الشخص وذاته، قبل وبعد الدرس التعليمي. إذ أن المقارنة بين الأفراد تثير الحساسية في كثير من الأحيان.
  • لا تنس تكريم الناجحين وتحفيز الذين حققوا الأهداف المطلوبة ومهما كان التحفيز بسيطاً فإنه أفضل من شيء .

نصائح هامة ومفيدة

  • احرص على إشعار الطالب أنه يتعلم شيئاً صحيحا من البداية، شيئاً يمكنه استخدامه مباشرة.
  • خطط للمنهج الذي تدرسه بعناية، واحرص على إنجازه في أقصر وقت ممكن مع أفضل جودة ممكنة في التعليم.
  • إنك إن أردت من طالبك أن يتمكن من المعلومات الهامة التي تريدها أن تثبت في ذهنه، عليك بالتكرار ثم التكرار ثم التكرار وتجنب التكرار الممل.
  • احرص على تكوين علاقة إيجابية مع طلابك، وأشعرهم بحرصك على مساعدتهم دائماً، فالعلاقة الشخصية سترفع أي حرج يشعر به الطلاب أثناء تعلمهم، وستجعلهم أكثر التزاماً أثناء قيامهم بواجباتهم.

أخي المعلم الفاضل:

عندما تبدأ بتدريس طلابك ، استشعر بأنك تساهم في إعادة تشكيل مجتمعك وبناءه، لكي يلحق بركب التطور:

- استعن بالله.

- وابدأ بالاستفادة ممن حولك.

- حدد هدفك.

 -ثم انطلق.

- وابدأ برسم صورة جميلة لوطن راقي.

- ولا تتردد.

 فما ستفعله سيكون له أثر كبير على من حولك على المدى البعيد.

وجانب احتساب الأجر سيشحن طاقتك مرة بعد أخرى ومعرفتك بفضل معلم الناس الخير ستزيد من حرصك على إتقان عملك.

بارك الله في جهودك.

ليس مثل المعلم أحد حين  يصبر فلابد أن يظفر.


باختصار وتصرف عن موضوع " كيف تمحو الأمية" موقع إي.كيف





0 التعليقات:

إرسال تعليق